كتابات وآراء


الإثنين - 02 نوفمبر 2020 - الساعة 12:22 ص

كُتب بواسطة : سليم السعداني - ارشيف الكاتب




#الفساد الذي ينخر في جسد #المنظمات لا يبتعد كثيرًا عن الفساد في المؤسسات الحكومية، لكن الأمر يختلف من منظمة لأخرى في قدرتها على تغطية ذلك الفساد، والبعض تنثر فسادها للعلن بدون قصد!

صحيح كان للعمل الإنساني دور في مساعدة الناس خلال الحرب، لكن ثمة تلاعب كبير حدث في تغيير مسار الإغاثة من قبل أطراف الصراع، لتتحول المساعدات والإغاثة إلى جزء في تمويل الحرب، بعد أن أصبحت تجير لصالح المقاتلين، على حساب الفقراء والنازحين والفئات الأشد احتياج.

غياب الدولة، واستمرار الحرب، ينذر باستمرار الفساد وتضخمه في المنظمات والعمل الإنساني بشكل عام؛ لأن من يتحكم بالأرض هو من يتحكم بمسار المساعدات، وتوجيه المنظمات لاستهداف المناطق حسب مصالحه.

ايضًا، منع الحوثيون للمنظمات الدولية والمحلية من القيام بعمل أي مسوحات ميدانية كما هو متعارف عليه عند التدخل في أي منطقة، وتحديد نوعية الاحتياج، والجمهور المستفيد، واقتصار ذلك على بيانات المليشيا، وهذا مؤشر واضح على التحكم بعمل المنظمات واختيار العينة المستهدفة حسب خدمة المتحكم بالأرض، واستغلال ذلك في المقايضة بالمساعدات مقابل الذهاب للجبهات، فيما هناك أناس كثر هم بأشد الحاجة للمساعدة، ومع ذلك لا ينالون شيء من المساعدات، منذ سنوات.

حديث المنظمات الدولية بين وقت وآخر عن التلاعب والتدخل بمسار المساعدات لم يمنع الفساد ولا التدخل، بل أصبحت مواد الإغاثة تباع في السوق السوداء أمام أنظار الجميع، ولكن المصالح المشتركة من استمرار العمل، باتت عامل مساهم في تنامي الفساد داخل منظومة العمل الإنساني والإغاثي.

ست سنوات من الانقلاب والحرب، بات ثلثي سكان اليمن أي 80% بحاجة لمساعدات إنسانية عاجلة، وفقًا لتقارير أممية، مما يعكس أن التدخلات خلال كل هذه السنوات لم تحقق شيء، سوى المزيد من الفقر والجوع.

حتى مشاريع التمكين التي تقوم بها بعض المؤسسات، غالبيتها تحمل مسميات فضفاضة لا أكثر، ولا تزال تدور في افق المساعدات البسيطة، التي لا تحقق الفائدة الكبيرة للمستفيد الحقيقي.

ومع حجم الفساد المستري في العمل الإنساني، إلا أن البعض لا يزال يمتهن كرامة المستفيد، بأساليب متعددة، تختلف تمامًا مع مبادئ وميثاق العمل الإنساني، والذي تنص على احترام كرامة الشخص عند تقديم المساعدات؛ لأن كرامته أسمى من أي مساعدة أو خدمة تقدم للمستفيد.

فمتى ستصحو ضمائر العاملين في المجال الإنساني، للحد من الفساد واحترام حق الناس في تلقي المساعدات بكرامة لا تجرح مشاعرهم.