كتابات وآراء


الأربعاء - 25 ديسمبر 2019 - الساعة 11:53 م

كُتب بواسطة : مساعد القطيبي - ارشيف الكاتب




في الآونة الأخيرة أولى المجلس الانتقالي اهتماما كبيرا بالجوانب الاقتصادية والخدمية في الجنوب. اهتمام الانتقالي لم يقتصر على بحث ودراسة المشكلات الاقتصادية الراهنة التي يمر بها البلد وسبل الخروج منها (وإن كانت هذه من أبرز أولوياته)، بل شمل اهتمامه دراسة وبحث السبل الكفيلة لاستعادة كافة المؤسسات الاقتصادية الجنوبية التي تعرضت للتدمير الممنهج منذ اجتياح القوات الشمالية للجنوب واحتلاله عام 1994م، والوسائل اللازمة لإعادة تفعيلها والنهوض بها مجددا، وتطويرها الى المستوى الذي يمكنها من استعادة دورها الاقتصادي والتنموي في الجنوب.
في مطلع الشهر الحالي رعى المجلس الانتقالي مؤتمرا علميا اقتصاديا نظمته كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة عدن والذي يعد أول مؤتمر علمي تنظمه كلية الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة عدن والتي أسست في بداية سبعينيات القرن الماضي، وقد كرّس هذا المؤتمر لبحث ودراسة المستقبل الاقتصادي لمدينة عدن.

يومنا هذا نظمت الدائرة الاقتصادية بالأمانة العامة لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي ورشة عمل بعنوان: "الثروة السمكية في الجنوب - الواقع الراهن والتحديات" والتي شارك فيها عدد كبير من الباحثين والمختصين بأوراق علمية متميزة ورائعة كرّست لبحث ودراسة المشكلات التي يعاني منها القطاع السمكي في الجنوب باعتباره من أهم القطاعات الاقتصادية الرافدة للبلد، والذي شهد تدميرا ممنهجا منذ حرب احتلال الجنوب عام 1994م طال كافة مقوماته ومؤسساته ليصبح من أقل القطاعات الاقتصادية إسهاما في الناتج المحلي الاجمالي للبلد، إذ لا تتعدى مساهمته سوى 1% - 1.5% من الناتج المحلي الإجمالي للبلد، وهو القطاع الذي يمكن أن يسهم بحوالي 20% من الناتج المحلي الإجمالي فيما لو تم استغلاله بشكل أفضل.
وفي حقيقة الأمر كانت ورشة العمل التي نظمتها الدائرة الاقتصادية يومنا هذا على مستوى عالي من الإعداد والتحضير، وتم إثرائها بالعديد من الأوراق العلمية التي قدمها عدد من الباحثين والمختصين في المجال السمكي.

قبل هذه الورشة بيوم عُقد في مقر المجلس الانتقالي لقاءاً مهما برئاسة اللواء عيدروس قاسم الزُبيدي ضم عددا من الأكاديميين والخبراء الاقتصاديين، وتم خلاله مناقشة العديد من القضايا الاقتصادية الملحة التي تواجه الجنوب وسبل مجابهتها وتجاوزها، والعمل على إعادة تفعيل الإيرادات العامة للمؤسسات الحكومية في العاصمة عدن وسائر المحافظات الجنوبية وضبط نفقاتها، وإيقاف حالة العبث التي طالت جميع المؤسسات والمرافق الحكومية في في جميع محافظات الجنوب.
بهكذا يكون المجلس قد بدا أولى خطواته الفعلية نحو استعادة وبناء دولته القادمة...