الأربعاء - 03 فبراير 2021 - الساعة 04:23 ص
لا يمكن لأحد أن يقلل من الضالع او يلغيها او يقصيها بتاتاً،، وهذا من الخطوط الحمراء التي تحدثنا عنها وقت ان كانت لنا الكثير من الخصومات الخاصة والعامة مع بعض الشخصيات المحسوبة على الضالع،، سواءاً شئنا ذلك ام رفضناه ومثلها باقي المناطق الجنوبية تحت أي دعوى، أكانت جهوية ام جغرافية أم سياسية لحيازة السلطة والمكاسب او غيرها من صور التقليل من الآخر ونبذه وشيطنته بشكلٍ جامع يستهدف الجغرافيا والإنسان دون تفرقة،،
انظروا إلى الزبيدي، وبعيدا عن منصبه الذي يتبوءه، هو من ابناء الضالع ومع ذلك تجد له نصيب من الحب والتقدير عند الجميع، وعند الكارة وصاحب المغرم قبل المحب وصاحب المغنم في الجنوب بل أن الإجماع حوله سابقة كبيرة في تاريخ الجنوب في التاريخ الحديث رغم أنه من منطقة جنوبية مورست المناطقية مؤخرا بحقها بشكل كبير ومقزز من جميع الأطراف السياسية في اليمن، واضربوا على هذا مثالاً تقاس به الأمور لكي تعوا اي كارثة يرمي لها ابواق المناطقية والذين لا اجد لهم وصفا إلا إنهم يعملون بمعاولهم على هدم بيوتهم لحساب غيرهم،،
إن تجار المناطقية الحديثة وزرّاع الفتن يبدعون في إستخدام اشكالا وقوالب جديدة للمناطقية تساهم في تشظية المجتمع الجنوبي وتفتيته دون سواه والشواهد كثيرة، فلا تكاد تنخمد لهم فتنة هنا إلا ويسارعون لزرع أخرى هناك وكأن لا عمل لهم غير زرع الفتن وإثارة القلاقل بين الناس ليقضوا على الأسس المجتمعية الجامعة التي يبنيها الجنوبيين ويضمدوا جراحها القديمة يوما بعد يوم بتماسكهم وتلاحمهم، ولن يهدأ هؤلاء الباعة الرخصاء حتى يصيبوا الجميع بفكرهم الموبوء الذي يستهدفون به أركان المجتمع الجنوبي دون الخوف من العواقب السيئة التي قد تترتب على ذلك مستقبلا والتي لن تستثنيهم بل وقد تبدأ بهم،، وحيث يفشل الاعداء بالسياسة يلجؤن لتأجير الطفيليات من ابناء الجنوب لكي يقومون بالمهمة على أكمل وجة، ليحدثوا شرخا إجتماعيا يصنع من مجتمعنا الواحد عدة مجتمعات ومن هويتنا الواحدة عددا لاحصر له من الهويات دون ان نتيقض لذلك الخطر الذي يتعدى خطر جبهات القتال،،،
المناطقية هي إحدى أهم العوائق التي يتوجب علينا ردعها ومعرفة مكمنها ونبذ صاحبها من اي منطقة كان او اي منصب، فهي تعد شكلا من اشكال العنصرية والإرتزاق لحساب الغير وإن اختلفت التسمية لكن دون صدام حسي او عسكري على الأرض في الظاهر، لأن عملها يكمن خلف الكواليس عبر اسلوب ناعم يبني اسوار تراكمية من الأحقاد والثأرات التي تكبر كل يوم ككرة الثلج المتدحرجة، وايضا من أجل تقوية عوامل التمترس القبلي والجهوي بين ابناء المجتمع الواحد بعيدا عن نظم الدولة والوطن الأم دون التمعن في المسببات الحقيقية او ماهية الخطأ المؤدي لكل ذلك الإحتقان العدائي والمجتمعي،، ومن مساوئ الشبكة العنكبوتية أنها خلقت أشكالا وفرصا جديدة لكل من ينوي الدخول إلى عالم الإرتزاق على حساب وطنه من أجل دراهم معدودات بعد كل مقالة صحفية او منشور فيسبوكي هنا وهناك،، ولأن الفرصة كانت قديما متاحة لكبار القوم ووجهاء الناس قبل وسائل التواصل الاجتماعي اما الان فهي متاحة للجميع وهنا الكارثة،،
في الحقيقة انا لا أخشى على الجنوب من فيروس كورونا بقدرما أخشى عليه من فيروس المناطقية الذي يتفشى مع كل حدث جديد على الساحة او عملية تنصيب وظيفي او مشكلة على الأرض بين المواطنين او مقالة عابرة هنا وهناك على المواقع الإلكترونية،، إن عودة دولة الجنوب لاتأتي بقوة السلاح والإعتراف الدولي فقط بل عبر بناء أسس مجتمعية قوية ومتماسكة تجمع الناس اكثر مما تفرقهم وأول تلك الأسس هي إلغاء النزعة المناطقية وتجريمها وتعزير كل من يتحدث بلسانها او يروج لها، من هنا نؤتى ومن هنا يعرف العدو لنا سبيلا وإن لم نتدارك الأمر سنصحوا يوما ومشاهد 86 تتكرر في كل محافظة، إن دفاعي هنا ليس عن الضالع بل عن كل محافظات الجنوب وليست الضالع إلا انموذجا مصغرا للقادم الذي لا يستثني احدا ان لم نوقفه اليوم،،
واخيرا، دعونا نكرس ثقافة إنتقاد الفرد دون ربط ذلك بالمجتمع والقرية والمحافظة والأهل والولد،، لكي نحصر المشكلة في إطارها الصحيح دون تعميمها،،